الخادمة رحمة
.. من ذاك البلد هي .. عانت ويلات الفقر والحرمات , ابنة الـ 29 ربيعا , نشأت في بيت ( إذا صحّت التسمية ) , فهو لا يكاد يتعدى غرفة واحدة بفناء به حمام وشبه مطبخ , بين 8 من أفراد العائلة وجدت نفسها ..
الأم مريضة والجدة ضريرة مقعدة والأب أنهكه الزمن , حاولت أن تساعد ما أمكن ببيع حبات الورد عند إشارات المرور , ومسح زجاج السيارات , من سن الثامنة إلى الرابعة عشر ..
فكر ونفّذ الأب فمنع هذه الشابة من الخروج للإستمرار مستغنيا عن القروش التي تجلبها , منعها لشيء في نفسه ككل أب , بدأت الأحوال في تدهور شديد , فوجدت عملا في أحد المتاجر كعاملة تنظيف , عن مضض من أبيها اشتغلت , مرت السنين وهي تنتقل بين متجر إلى متجر ومن بيت إلى بيت كعاملة ,, ها هي قد بلغت الـ 25 سنة , وفي زيارة لصديقتها بنت الجيران , اقترحت عليها هذه الأخيرة السفر إلى إحدى دول الخليج للعمل كمدبّرة بيت , نمت الفكرة في رأسها ففاتحت أباها الذي تقبّل الأمر بصعوبة ..
سافرت رحمة .. وبدأ الفصل الآخر من الحكاية …
كان نصيبها إحدى الأسر التي تتكون من 18 فردا , بين إخوة وأخوات و3 زوجات الأب , و2 زوجات الأبناء والأحفاد ..
كلهم في بيت بـ 3 طوابق يتسع كثيرا بغرفه الكثيرة , ومترامي الحديقة الواسعة ..
وكان على هذه الفتاة أن تقوم بكل الأشغال دون استثناء , وجدت نفسها كالآلة تشتغل من السادسة صباحا إلى الواحدة ليلا دون ساعة راحة إلا دقائق للأكل , بالإضافة إلى الأوامر الغير منتهية من الكل , وإن تأخرت في طلب , يكون الشتم نصيبها وأحيانا الضرب من الصغار ..
عندما تنزوي لتنام في فراش بسيط لا يقي جسدها النحيل قساوة البلاط ولا برد أو حر المكان وفي زاوية ( المطبخ ) تبسطه عند النوم , فتختلي بنفسها لتبكي بحرقة حتى تغفو .. لتستيقظ في الصباح على نفس الوتيرة ..
في يوم من الأيام وفي اجتماع عائلي لأصحاب البيت بين الأم وزوجها قررا ما يلي :
قررنا واتفقنا على أن نجعل من مجهود رحمة استفادة لنا ..
كيف يا ترى ؟ إنها تأخذ مننا 200 ( دولار ) شهريا .. وهذا كثييييير جدا ..
سنأجّرها إلى بيوت أخرى براتب مضاعف , هكذا نعطيها النص ويبقى لنا نحن النص الآخر ..
وقد تم الأمر طبعا ..
في اليوم الثاني أمراها أن تستعد لتذهب لخدمة إحدى الأسر لمدة شهر كامل ..
ما عليها إلا الطاعة بصمت ودموعها تنسكب في الخفاء ..
وصلت إلى البيت الآخر دخلته .. إلا وكأنه مزبلة الحارة , لم تفهم كيف به آدميين يعيشون ويتنفسون ويأكلون ويبتسمون , وهم كأنهم وسط أنقاض قمامة ..
بدأت في مهمتها بذاك الجسم النجيل ولا ترى من المساعدات سوى الأصوات تتعالى بالأوامر والتأفف ..
فقط >> لأنها لا تتحرك كالبرق ولا تمشي كالصاروخ ..
أنهت أول يوم ولم تصدق أنها رمت بجسدها على الكنبة التي في الممر بين المطبخ والحديقة , هذا هو مكان نومها , لماذا ؟ لأنها في نظرهم حيوان لا يستحق أية رحمة كالعادة ..
وهكذا هي رحمة من بيت إلى آخر وكل بيت يشبه الذي قبله أو أكثر أو أقل بقليل ..
إلى أن وصلت إلى أسرة تتكون من 4 أفراد لا أكثر أتتهم بالصدفة للمهمة كما العادة ..
استقبلوها من أول يوم بمعاملة لم تعهدها حتى أنها تسائلت ما بهم هؤلاء الناس يعاملونني هكذا ؟ أتمنى ألا يكون في نفسهم خطط سيئة ..
لماذا فكرت في ( السوء ) رغم المعاملة الطيبة من أول يوم ..
ربما لأنها تبرمجت على الإساءة ولم تعد تستطيع فراقها ولا التفكير إلا بها ..
أول شيء فعله رب الأسرة وزوجته , أن أخذاها لأقرب سوق واشتريا لها ما يسترها كآدمية , لأن ما تبلسه لا يقبله حتى الشحاذ في الشارع ..
تلبس نعال أبو صبع في رجلها مربوط بخيط ومتآكل ..
ودشداشة ليس لها لون ولا تصلح حتى لمسح البلاط
وأخذا لها الأدواات الخاصة من شامبو وصابون وعطر وغيره ..
وتقول أنها في حالات كثيرة تستحم بالتايد وتغسل به شعرها أيضا ..
وفي حمام الحديقة بالسطل والإناء تصب على نفسها وليس بالضورة أن يكون الماء دافئا ..
وأنهم لا يسمحون لها باستخدام المواد الإستحمامية ..
في هذا البيت الآن , لها غرفة خاصة لوحدها فيها سرير بلوازمه نظيفة تليق بنوم ( إنسان )
ولها تسريحة بمراية فوقها أدواتها الخاصة , ولبسها يليق بها كفصيلة بشرية ..
وصاحبة البيت تناديها ابنتي لأنها أصلا ليس لها بنات عندها ولد واحد فقط متزوج ..
وخلال 24 يوما أصبحت صحتها تتعافى ووجهها يعود إليه اللون الطبيعي ..
ومن يومين تفاجأ بها صاحب البيت وهي تهم لتقبيل يده وقد أبعد يده وسألها ما الأمر ..
فترجّته وبدموعها ألا يتركها تعود إلى من يأجرونها , لأنه باقي من الشهر 6 أيام فقط ..
قالت له :
أرجوك إما أن أبقى عندكم لأني أحسست أني ابنتكم , أو أن تأخذني إلى المطار لأعود لبلدي ..
لأني لا أريد الرجوع لجحيم خدمة تلك البيوت وأهلها ..
فوعدها هذا الرجل أن يمدد لها مدة شهرين في بيته , حتى يجد لها الحل لنقل الكفالة أو تسفيرها ليأتي بها على كفالته قانونيا ..
وطبعا ما فات من الكلام كانت رحمة من روته ..
وما هذا إلا تلخيص لمعاناة نموذج من الخدم على يدي من يدعون أنهم ( أناس مسلمين يخافون ربهم ) ..
القصة حقيقية أتمنى أن تكون الصورة واضحة وأن يكون المغزى من طرحها قد وصل
همسة :
قالت رحمة لصاحبة البيت وهي مبتسمة :
– أم فلان .. أنا برانسيسة في بيتكم ..
هذه الهمسة هي : عندما يحس إنسان أنه استرجع آدميته من جديد ..
بقلم : فطيمة المراكشية
المملكة المغربية
||
…
نعم عزيزتي ساكنة قرب الشمس في هيك وأكثر
وعلى فكرة البنت رحمة سمعت ما روتُه بنفسي منها
اي هي شخصيا من حكى لي حالها .. وأنا كتبته بتلخيص شديد
البنت تحكي ودموعها مثل المطر .. تقطّع القلب ..
وبعض الناس ما يخافون رب العالمين ويقسون على الخادمات وكأنهن مش بشر
نستغفر الله العلي العظيم
||
قصه فيها الفائده الله يعين رحمه ويسعدها
ويهدي جميع المسلممين والمسلمات
بارك الله فيكي عالقصه رائعه جدا وفيها عبرة لمن يعتبر
ي الله
قصه اثرت فيني
صراحة في ناس كذا لأن قبل قارئه مثل هذي القصص ويحلفون بالله
بس ( حسبنا الله ونعم الوكيل )