بسم الله الرحمن الرحيم
جميل ان يحيا الانسان ..وهو راغب في البقاء والعطاء..جميل ان يعيش الانسان .. وهو حي .. يعطي وينتج ..ويثمر..ويفيد..وفرق بين ان يعيش .. وبين أن يحيا.. ذلك ان أن كل المخلوقات تعيش لتأكل وتنام .. ثم تأكل وتنام.. الى أن يدركها الموت .
أما الحياة.. فهي الانتاج والعمل .زوالمجاهدة والمثابرة ليلا ونهارا .. تحيا النفس بالذكر ..ويحيا الجسد بالعمل ويحيا الاثنان معا .. في لحن جميل من الأداء .. وليس بالضرورة .. أن تعطي الحياة العملية للانسان الحي ..ثمارها في حينها ..فبعض الثمار تحتاج الى وقت وزمن ..لكي يظهر للوجود .
ألا ترى أن شجرة الزيتون تأخذ وقتا أطول .. حتى تظهر وتثمر ويستفاد منها ..؟ وهكذا العمل .. انه الرزق العجل او الآجل ..يأتي للعاملين جميعا .. ولو بعد حين .
وينظر الرجل المؤمن الواثق .. الى ذلك الروزق ولا يستعجله ..ويعلم بقدومه ..ويحتسبه .. والثقة عند المؤمن .. تورثه ثواب الدنيا ..وحسن ثواب الآخرة ..ويأتيه رزقه .. من المنظور عند البشر .في أواخر أيام حياته .. رغدا..ويعينه عل بلوغ آخرته بالانفاق ..والشكر ..فيدركه الموت ..وقد بلغ أعلى درجات الرضا .
والرزق عند البشر هو المال .. وينظر اليه ..بأنه هو المقياس ..وفي هذه النظرة المحدودة .. نوع من الغفلة .. ذلك أن المال يعطى لكل البشر ، الكافر والملحد والعاصي والمؤمن .. فعندها يكون نقمة او نعمة .
أما الرزق الحقيقي .. هو ذلك التفقه في الدين .. والعمل على تثبيت النفس ..بالذكر والسكينة .. ويكون المال وسيلة استخلاف واعمار ..مواساة ..وسعادة ..ولعل من العجيب أن يصاب بعص أصحاب الأموال الكبيرة ..بالغفلة أكثر من غيرهم ..وينطلق عطاؤهم ..بقصد أو بغير قصد ..الى غير مقصده وما ينبغي .. ..ولكن منهم ( من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) ليصبح تحت مظلة الرأفة الالهية .. التي يختص بها بعض العباد .
ان الصراع لذي يعيشه البشر.. يحتاج الى قوة هائلة .. لحفظ التوازن النفسي ..الذي يؤدي الى الاسراع ..بطلب المغفرة ..ورفع الطموحات ..الى ما هو أسمى ..وأجل .. وذلك لا يتم الا بالانفاق في السر والعلن والسراء والضراء وكظم الغيظ والعفو عن الناس وكثرة الاستغفار والاعتراف بالتتقصير حتى نصبح من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..ولا يكون ذلك الا بالصبر والتقوى .
الا ترى سيدنا يوسف عليه السلام .. كيف أتم الله عليه الفضل ..!! حتى ذكر الله على لسانه .. الآية الكريمة ( أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا انه من يتق الله ويصبر فان الله لا يضيع أجر المحسنين )صدق الله العظيم .
ولأجر الآخرة أكبر ..فطوبى .. لمن عمل واحتسب وصبر وغفر ..وأخطأ واستغفر ..وحياة أخرته ..مطلبه وأمله ومستقبله ونصيبه من الدنيا مطيه لبلوغ ما يرجوه فجمع بذلك حسنة الدنيا وحسنة الآخرة..وأصبح وأمسى.. وقد ملأت السكينة جوانب حياته . فرضي بقضاء الله واقتنع بعطاء الله . وآمن بلقائه .
بسم الله الرحمن الرحيم
( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور )
صدق الله العظيم