تقول صاحبة الرسالة:
تحكي زوجة فتقول: أنا امرأة متزوجة منذ عشر سنوات وأنا ربة منزل تركت العمل مع أني جامعية وتفرغت لتربية الأولاد، ومشكلتي تكمن في أن حياتي الزوجية أصبحت حياه جافة لا روح فيها، لقد اختفت المشاعر الجميلة التي كانت بيني وبين زوجي في بدية الزواج، أصبحت حياتنا روتينية لأبعد حد، وكل يوم يشبه اليوم السابق له، لا يوجد تجديد ولا يوجد تغيير ولا يوجد تطوير، حياة ثابتة روتينية لا طعم لها ولا روح حياة جافة، والسبب في ذلك هو كثرة انشغال زوجي من جانب وانهماكي أنا في تربية الأولاد من جانب آخر، فزوجي يمكث أغلب اليوم خارج البيت وإذا رجع من عمله، فلا يطلب إلى السرير لأنه يكون متعبًا.
وأنا من جانب آخر تعبت من تحمل مسئولية الأولاد وحدي، فالأولاد يحتاجون دائمًا إلى رجل يردعهم، كما أني بسبب انشغالي بالأولاد والبيت لم أعد أجد وقتًا للإهتمام بنفسي وربما لم أعد أمتلك الرغبة في ذلك وذلك لأن زوجي بسبب انشغاله لا يبدي اهمامًا بأي شيء أفعله، فأصبحت أحس أن أي تغيير أفعله في نفسي لن يجدي كثيرًا لأن زوجي لن يهتم به، وهكذا تمر الأيام بعد الأيام على هذه الحالة من الجفاف الروحي، وقد سئمت هذه العيشة وبدأت أخاف من استمرار العلاقة الزوجية على هذه الحال حيث أن العلاقة الآن وصلت إلى حالة من التردي بحيث لا يتحمل الواحد منا الآخر ولا يتقبله.
فالمشكلة التي كانت بالأمس تافهة ولا تستدعي الاهتمام أصبحت اليوم كبيرة وتؤدي إلى الصدام والخصام، أصبحت عصبية بسبب الأولاد وأصبح زوجي أيضًا كذلك بسبب عصبيتي، وأصبحت العلاقة بيني وبينه ليست على ما يرام، وبدأت أشعر بأن معين الحب بدأ ينضب بيننا، وأن زوجي لم يعد يحبني كما كان من قبل، مهما قلت له أن يوفر وقتًا للبيت لا يستمع إلى كلامي، وذلك ربما لأنه هو الآخر لم يعد يحب الجلوس في البيت بسبب عصبيتي ولعدم قدرتي على السيطرة على البيت والأولاد، ولا أعرف الآن إلى أين ستصل العلاقة بيني وبين زوجي لأني يومًا بعد يوم أشعر أنها تزداد سوءا ولا أعرف كيف يمكن أن أتدارك هذا الوضع.
أهمية تحديد المشكلة:
قبل الحديث عن أي شيء ينبغي أن نؤكد على أهمية توصيف المشكلة وتحديد المشكلة بدقة حتى يسهل علينا بعد ذلك العلاج، (إن هناك مثلًا يقول: "نصف حل أي مشكلة هو تحديد المشكلة نفسها"، فمن الممكن أن تكون مشكلتك بحاجة لإجراء تعديلات جذرية، فإما أن تكون واقعية أو تستعدي لمعايشة الكثير من المشكلات، أنت بحاجة لأن تبحثي ما الذي حدث في علاقتكما أنت وزوجك؟ ماذا حدث للمودة بينكما؟ هل ابتعدت عن شريك حياتك؟ هل أنتما زوجان تعملان ليس لديهما وقت لبعضهما البعض… إلخ) [كيف تنقذ علاقتك الزوجية من الانهيار، د.فيليب س. ماكجرو، ص (36)].
ومن ثم فإننا سنبدأ الحديث عن المشكلة التي قرأناها سويًا بتحديد المشكلة ورصدها جيدًا ثم نتبع ذلك بالعلاج، فمن أحسن توصيف الداء سهل عليك بعد ذلك الدواء.
ما الذي حدث؟
حالات كثيرة تشبه تلك الحالة التي قرأنا مشكلتها سويًا، ولذا نقول بداية إن العلاقة الزوجية في بدايتها تكون على مايرام، وذلك لأن كلا الطرفين يحرص في بداية الزواج على أن يظهر للآخر أفضل ما عنده، ويكون المحك الحقيقي والاختبار الذي لا يخطئ هو معترك الحياة الزوجية العملي، والذي تظهر فيه معادن الناس، ويتبين فيه مكنون الحب الحقيقي لدى كل طرف تجاه الطرف الآخر.
وإذا أردنا أن نحلل المشكلة التي تعانين منها فيمكن أن نقول أن بنك الأحاسيس لدى كلا الزوجين أصبح فارغًا من المشاعر والعواطف ودلائل الحب، وأعني ببنك الأحاسيس هو رصيد كل طرف تجاه الآخر من المشاعر والأحاسيس، ففي بداية الزواج مثلًا، يقوم الزوج بشراء وردة لزوجته وكارت معبر عن الحب ويكتب فيه كلمات الحب الجميلة، وهو بذلك يودع في بنك الأحاسيس لدى زوجته رصيدًا من الحب، فإذا قال لها كلمات جميلة تعبر عن الحب فهو يزيد من هذا الرصيد، وإذا اشترى لها هدية فالرصيد يزداد أكثر، وكذلك من جانب الزوجة، فإذا مدحت زوجها بكلمات الإعجاب والتقدير فهي تودع رصيدًا إيجابيًا في بنك الأحاسيس لديه، فإذا تجملت له وتزينت وتعطرت فهي تزيد من ذلك الرصيد وإذ اشترت له هدية، فرصيد الحب يزداد وهكذا.
نفد رصيدكم:
والمشلكة تبدأ عندما يغفل كلا الزوجين عن الإيداع في بنك الأحاسيس ويظن الطرفان أن الرصيد السابق يكفي للحياة الزوجية كلها، وهذا هو مكن الخطأ، حيث أن بنك الأحسايس لدى الطرفين يبدأ في التدهور يومًا بعد يوم بسبب قلة أو عدم الإيداع من كلا الطرفين، أو بسبب الإيداع السلبي من كلمات قاسية أو نظرات جارحة، أو تصرفات مؤذية وغيرها.
وهذا كله يصنع جبالًا من البعد بين الزوجين ويجفف منابع الود والعواطف بينهما، وكلما ازدادت الهوة بين الزوجين وقلت العواطف؛ ظهرت المشكلات على سطح الحياة الزوجية.
طريق العلاج:
والعلاج يبدأ في ابتداء كلا الطرفين بإيداع الحب من جديد في بنك الأحاسيس لدى الآخر، ولا يشترط أن يكون الأمر يوميًا كما كان في بدايات الزواج ولكن لابد أن يكون هناك حد أدنى من هذا الإيداع حتى لا ينضب معين الحب بين الزوجين، فعلى الأقل يهدي الزوج لزوجته هدية أسبوعية حتى ولو كانت صغيرة، وكذلك الزوجة، أو يكتب أحد الزوجين إلى الآخر ما يعبر عن الحب والمشاعر في كرت صغير حتى ولو مرة في الأسبوع، أن يحاول الزوجان أن يقضيا يومًا بعيدًا عن الأولاد يسترجعا فيه ذكريات الحب ومشاعر الود بينهما وغير ذلك من الأساليب التي تساهم في الإيداع الإيجابي في بنك الأحاسيس من جديد، وكذلك من جانبك أيتها الزوجية عليك أن تبالغي في الاهتمام بنفسك ولا تستجيبي لنداء السلبية الذي يقول: لا فائدة ما دام زوجي لا يهتم، بل كوني واثقة من نفسك وقولي: أنا أقدر أن أجعله يهتم ويعجب، وعليك أن تقدري مجهوده وتعبه وأن تستقبليه بالبسمة والبشر وتخففي عنه من عناء تعب اليوم بالكلمة الجميلة واللمسة الحانية والنظرة المحبة فإذا فعلت ذلك فستجدين زوجك الذي تحبين والحياة الزوجية السعيدة التي تريدين.
خطوات عملية على طريق العلاج
وهذه مجموعة من الخطوات العملية على طريق العلاج تكفل بإذن الله عودة المودة والعاطفة بين الزوجين ونماء الحب بينهما:
(1- تبادل الهدايا وإن كانت رمزية.
2- تخصيص وقت للجلوس معًا، واستماع كل طرف للآخر.
3- الإشارات غير اللفظية؛ مثل: تعبيرات الوجه، ونبرة الصوت، ونظرات العيون، فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي.
4- التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج، وعند السفر والقدوم، وعبر الهاتف.
5- الثناء على الزوجة، وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها، وعدم مقارنتها بغيرها.
6- الاشتراك معًا في عمل بعض الأشياء الحقيقية؛ كالتخطيط للمستقبل، أو ترتيب المكتبة، أو المساعدة في طبخة معينة سريعة أو شراء طلبات المنزل.
7- الجلسات الهادئة، والحوار وتجاذب أطراف الحديث الذي يتخلله المزاح والضحك.
8- التوازن في الإقبال والتمتع، وهذه وسيلة مهمة، فلا يُقبل على الآخر بدرجة مفرِطة، ولا يمتنع عن صاحبه بالكلية، وفي الإفراط في الأمرين إعدام للشوق والمحبة، وقد ينشأ من هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية.
9- التفاعل بين شريكي الحياة في وقت الأزمات؛ كأن تمرض الزوجة أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج بسبب ما؛ فيحتاج إلى الدعم المعنوي.
10- الخروج معًا في نزهة قصيرة، أو عشاء في أحد المطاعم، والسير على الأقدام وقد تشابكت الأيدي، ودع أصابعك تخبر أناملها بحبك.
11- اللمسات البسيطة؛ مثل: العناق البسيط، لمسة يد، أو تمريرة كف على الكتف، أو مداعبة شعر، وتقديم الورد، والمكالمات التليفونية، وهناك المئات من الطرق لتعبِّر بها عن حبك لشريكك)
[سنة أولى زواج، هيام محمد يوسف، ص(193-194)].
المصادر:
· سنة أولى زواج، هيام محمد يوسف.
· كيف تنقذ علاقتك الزوجية من الانهيار، د.فيليب س. ماكجرو.
منقوووول
محتوى قيّم وجميل حبيبتي
كل الشكر والحب على الإفادة الرائعة التي وجدناها برفقتك هُنا
كوني بالقرب منا دوماً ي عسل
.
انا ارى ان التغيير ياتي من الرجل بشكل كبير
كيف ..؟؟؟
هو من يحجز للسفر
هو من يسهر الاهل في اماكن حلوه
هو من يحجز شاليهات
هو من يأخذهم لمطاعم
هو من يرتب لتجمعات الاهل او دوريات اسبوعيه او شهريه
هو من يحجز يومين او ثلاث في اوتيل كنوع من التغيير
هو وهو
الكلام على الرجل
الزوجه بامكانها تقول ودينا وووو… لكن اغلب الرجال مايرضوون
لازم يكون الزوج من هالانواع اللي تحب التغيير وكسر الروتين
يعطيك العافيه موضوع حلوو
عملت كتير حلول بس مللللليت لاني انا وحدي بعمل هو ولا كانه موجود وحياتنا مو جافه الا فيها تصحر