د.محمد بن حسن عدار
أصبح هاجس كل امرأة في العصر الحديث هو كيفية الحفاظ على وزنها والتمتع بقوام رشيق وخصر نحيل وأصبحت السمنة مظهرا غير مرغوب فيه بين معظم النساء بالإضافة إلى التهديدات الصحية بضرورة الالتزام بأوزان محددة وكيفية اختيار الاطعمة الصحية المناسبة. فمن هي المرأة السمينة؟ إنها المرأة التي يزيد وزنها 20% عن الحد الأعلى لمستوى وزنها المثالي وتشكل السمنة خطراً صحياً إذا زادت عن 30% من الوزن المثالي.
قلة النشاط
ومن الأسباب التي تؤدي إلى السمنة الإكثار من الطعام والأغذية غير الصحية التي تؤدي إلى البدانة وقلة النشاط والحركة ويساعد على ذلك نمط الحياة الحديثة وما فيها من سبل الراحة داخل المنزل وخارجة بالإضافة إلى بعض العوامل الوراثية حيث أثبتت بعض الدراسات انه إذا كان احد الوالدين بديناً فان ثلاثة أرباع أبنائهما تظهر عليهم علامات السمنة وقد يكون ذلك عائداً إلى اتباع نفس أسلوب الغذاء ونمط الحياة وتوارث نفس الأمراض ولكن تم اكتشاف أيضا بعض البروتينات الوراثية التي تؤدي إلى السمنة في الأطفال كما تؤدي إلى كبر حجم الأجنة أثناء الحمل مثل بروتين اللبتين ومازالت الدراسات قائمة بالنسبة لتوارث هذا النوع من البروتين.
أمراض الغدد الصماء
قد تكون السمنة أيضا بسبب بعض أمراض الغدد الصماء مثل قصور الغدة الدرقية، إما بالنسبة للنساء فتكثر شكوى ان المرأة لا تأكل ولكنها بالرغم من ذلك فهي سمينة أو ربما تتبع نظاماً غذائياً ولكنها غير قادرة على تخفيف وزنها ويعود السبب في ذلك إلى استخدام حبوب منع الحمل التي تؤدي إلى زيادة احتباس السوائل في الجسم، ولكن في الوقت الحاضر يعتبر مرض تكيس المبيضين من أهم أسباب السمنة لدى النساء. ان متلازمة تكيس المبيضين أصبحت شائعة وبشكل واضح في مجتمعنا وترافق هذه المتلازمة العديد من التغيرات المزعجة للمرأة مثل السمنة واضطرابات الدورة الشهرية أما على شكل انقطاع الحيض لشهور طويلة وإما حدوث نزف مستمر ومتكرر، كذلك تظهر حبوب الشباب والبقع الجلدية وازدياد الشعر في الوجه والذقن وشعر الجسم عامة وفي بعض الحالات يحدث تساقط للشعر خصوصاً في مقدمة الرأس بالإضافة إلى ضعف التبويض وتأخر الحمل وهذه المتلازمة يمكن ان تظهر لدى الفتيات بعد البلوغ مباشرة ولكن أحيانا يتأخر التشخيص لعدم وجود أعراض كافية حتى تبلغ المرأة سن الأربعين ومن المهم ذكر ان هؤلاء السيدات يكن عرضة لظهور مرض السكر لديهن عند التقدم في العمر أو أثناء الحمل أو عند زيادة الوزن بشكل كبير كما يصاحب تكيس المبيضين حمل التوأم وكذلك فُإن هؤلاء السيدات يكن أيضا عرضة لمتلازمة فرط تحريض المبيضين عند استخدام منشطات الاباضة. ومن الجدير ذكره انه كلما زاد التكيس زادت السمنة وكلما زادت السمنة زاد التكيس ولذلك فان الحد من السمنة هو مفتاح علاج هؤلاء السيدات.
تحفيز التبويض
ويستخدم علاج الميتوفورمين (الجلوكوفاج) وهوة منظم لسكر الدم على نطاق واسع في الوقت الحاضر لعلاج تكيس المبيضين وتحفيز التبويض لدى المرأة وقد يساعد في تخفيف الوزن بشكل بسيط إذا ما تم التحكم بكمية الغذاء ونوعيته. وقد أوضحت الدراسات ان هناك عوامل وراثية لظهور تكيس المبيضين بالإضافة إلى العوامل البيئية المؤدية للسمنة خصوصاً الأغذية ذات الطاقة العالية.
الدور النفسي
يصاحب السمنة الكثير من الأمراض التي تهدد الصحة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض تصلب الشرايين وحصى المرارة وآلام المفاصل وتأكلها ومشاكل الظهر، كما ان المرأة السمينة عرضة للإصابة بأمراض تخثر الدم والأمراض القلبية والجلطات الدماغية. ولا ننسى الدور النفسي الذي قد يحدث للفتاة من جراء عدم تمتعها بقوام جمالي ورشاقة بدنية مميزة مما يسبب لها الإحباط وعدم الثقة في النفس.
تضخم في بطانة
تواجه المرأة السمينة العديد من المشاكل المتعلقة بأمراض النساء والتوليد فاضطرابات الدورة تكون أكثر شيوعا في هذه الفئة من النساء ويصاحب ذلك تضخم في بطانة الرحم وتغيرات خلايا غشاء البطانة وكذلك يصعب الحمل وعلاجه وأثناء الحمل قد تظهر مشاكل عديدة أثناء المتابعة وتزداد مضاعفات سكر الحمل وارتفاع ضغط الدم والأم الظهر وتورم القدمين وأثناء الولادة قد يحدث تعسر للولادة ويصعب إجراء العمليات القيصرية وقد يحدث التهابات الشق المهبلي الولادي. ولا ينصح النساء البدينات باستخدام حبوب منع الحمل للمشاكل المتوقعة حدوثها في هذه الفئة من النساء. وفي سن متقدمة تزداد خطورة الأورام السرطانية النسائية.
لذا يجب على المرأة إدراك هذه المخاطر وتفادي السمنة بقدر المستطاع وذلك بتغيير نمط الحياة الروتينية والعناء بنوعية الغذاء وكميتة ومزاولة الرياضة بشكل منتظم حتى لو كانت بالمنزل وننصح بمراجعة اخصائئي التغذية والعلاج الرياضي قبل التوجه للعلاج الطبي والجراحي ويستعمل العديد من السيدات بعض المستحضرات المقللة للشهية مثل الرداكتيل أو المانعة لامتصاص الدهون وأنا اعتقد شخصيا ان مردود هذه المستحضرات لا يفي بالغرض وتأثيرها لفترة محدودة فقط والأهم من ذلك هي قوة الإرادة لدى المرأة والرغبة الأكيدة للتخلص من الوزن الزائد وهذا لا يتأتى بين عشية وضحاها أي في وقت قصير بل يجب الصبر والاستمرار حتى لو استغرق ذلك عدة أشهر حينها سوف تشعر المرأة بالفرق الكبير في مظهرها الجمالي ونشاطها ونفسيتها المرتفعة. ولا انصح باستخدام الطرق الجراحية مثل ربط المعدة وتصغير حجم المعدة وخلافها إلا بعد إجراء المحاولات الجادة من ناحية الغذاء والرياضة
الفتاه البدينه تؤثر السمنه على نفسيتها وتعاملها مع الجميع
موضوع رائع ومتميز الف شكر زهرة الباحه
مشكورة اختي على مرورك على الموضوع
مشكورة ياغاليه مرورك شرف لي
منورة الصفحه والموضوع الله يعطيك العافيه