القولون العصبي.. هو حالة يتفاعل أو يتعامل فيها الجهاز الهضمي للشخص بطريقة غير طبيعية لأنواع محددة من المأكولات أو المشروبات أو عند تعرض الشخص لبعض الحالات النفسية فينتج عن هذا التعامل الغير طبيعي للجهاز الهضمي أعراض مثل انتفاخ في البطن وكثرة الغازات وآلام غامضة ومتكررة وإسهال أو إمساك. وحالة القولون العصبي هو اعتلال وظيفي مؤقت ومتكرر للجهاز الهضمي وليس بمرض عضوي.
وتشير الدراسات الطبية إلى ارتباط متلازمة القولون بعوامل عديدة، أهمها نمط الحياة، والنظام الغذائي، والتغيرات الحياتية التي قد يتعرض لها الفرد ، فيشعر بتغير في حركة القولون لديه، يتمثل بمجموعة من الحركات اللينة أو المتزايدة، والإصابة بالإمساك أو الإسهال، مع آلام وانتفاخ واضطرابات في البطن.
ويؤكد الأستاذ الجامعي فولفجانج كرويس من مستشفى "ايفانجيليشيز كرانكينهاوس" في مدينة كولونيا الألمانية، أن "معظم حالات القولون العصبي تصيب أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين 25 و50 عاماً".
وأضاف: "غير أننا اكتشفنا مؤخراً أيضاً أن بعض الحالات المسبقة في الجسم، مثل الإصابة بعدوى بكتيرية أو التوتر النفسي، قد تؤدي إلى ظهور تلك الأعراض". وتزيد نسبة احتمال الإصابة بأعراض القولون العصبي عند النساء والأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية، مثل الاكتئاب أو نوبات الهلع، مقارنة بالرجال العاديين.
وأوضح كرويس أنه في كثير من الحالات يمكن أن يشخص الطبيب متلازمة القولون العصبي، وهو على درجة كبيرة من اليقين من صحة تشخيصه، استناداً إلى معرفته بالتاريخ الصحي للمريض، . وأضاف: "نعرف الآن أن الأعراض ترتبط بمسببات الضغط النفسي في حياة المريض. فغالباً ما تختفي الأعراض عندما يخرج المريض في عطلة، على سبيل المثال".
ورغم ذلك، لا يزال الأطباء ينصحون بإجراء اختبار دم للتأكد من عدم الإصابة بعدوى. كما ينصح بإجراء فحص بالأشعة فوق الصوتية للبطن وفحص القولون بالمنظار. وأوضحت الأستاذة الجامعية ارمتراوت كوب رئيسة جمعية شمال ألمانيا لأخصائي الأمراض الباطنة في هانوفر: "بالنسبة للمرضى الشباب يمكن أن يساعد الفحص الداخلي في تشخيص أمراض التهاب الأمعاء المزمنة مثل مرض كرون". أما المرضى المسنون الذين يعانون من حالات إمساك متكررة ، فيمكن تشخيص حالتهم على أنها سرطان في القولون، وهو نوع من أكثر أنواع السرطان شيوعا في هذه الأيام. وأضاف كرويس أن الفحوصات الطبية التقليدية للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض القولون العصبي لا تكشف في الغالب عن أي شيء غير عادي. مضيفاً أن أحدث الأبحاث الطبية تشير إلى أن الخلايا العصبية في الأمعاء لا تعمل بشكل سليم وأن هناك قصوراً في جهاز المناعة بالجسم. يمكن استخدام كبسولات زيت النعناع الفلفلي ومستخلصات الخرشوف والنخالة ، وقشور بذور السيليوم (القاطونة) لتخفيف حدة أعراض تهيج الأمعاء. وقد درس المعهد الألماني للجودة والكفاءة في مجال الرعاية الصحية مجموعة من الدراسات المعنية بعلاج المرضى الذين يشكون من القولون العصبي، بما في ذلك آثار اتباع نظام غذائي قائم على الطعام الخشن. والنخالة هى نوع غير قابل للذوبان من الطعام الخشن، في حين أن قشور بذور السيليوم نوع قابل للذوبان يمكن أن يمزج السوائل مع بعضها.
وقد أشار المعهد إلى أن قشور السيليوم أفضل من النخالة لعلاج القولون العصبي. وفي حال استمرار الإمساك لفترة طويلة، يوصي كوب باستخدام الملينات المتاحة في الصيدليات، قائلا: "يمكنك أيضاً تجربة أساليب مجربة وموثوق بها، مثل شرب الحليب الرائب أو تناول الخوخ".
كما يوصي كوب باستخدام كبسولات زيت النعناع الفلفلي لمعالجة انتفاخ البطن، حيث أظهرت الدراسات أنها يمكن أن تساعد في كثير من الحالات. ولم يتم إجراء دراسات عميقة حول الأشكال الأخرى للنعناع الفلفلي، مثل الزيت أو المحلول. ويمكن علاج الشد العضلي بالعقاقير، كاستخدام عقار يحتوي على مادة "بوتيل سكوبولامين" الفعالة.
أسباب القولون العصبي ؟
– التدخين.
– بعض الحالات النفسية التي يكون فيها الشخص قلق أو مكتئب أو حزين.
– بعض المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص إلي آخر ومن هذه المأكولات الفلافل، الشطة الحارة الخضروات الغير مطبوخة كالخيار أو الفجل، الفول، العدس، القهوة.
وأوضحت أحدث الإحصائيات أن النساء أكثر إصابة من الرجال بنسبة الضعف إلى ثلاثة أضعاف وربما كانت المشاعر المرهفة للمرأة وسرعة تقلبات مزاجها والجانب النفسي لها سبب في ذلك.
أعراض القولون العصبي
– ألم في البطن متكرر ومفاجئ مصحوب بالرغبة في التغوط وعادة ما يذهب الألم بالتغوط.
– تغير في حالة التغوط الطبيعي إما بإسهال أو إمساك.
– ظهور غازات عبر الفم والشرج.
– انتفاخ بالبطن وأحياناً تقلصات مرئية.
– عدم الارتياح أثناء التغوط والإحساس بعدم التغوط الكامل.
لحماية القولون إذا كانت الأدوية هى الأساس في علاج أي مرض فإن في حالة القولون العصبي، ينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بعدة نصائح للتغلب على القولون العصبي.
– التقليل من حالات التوتر النفسي: وهذا يحتاج إلى بصيرة في حياة المريض اليومية والتعرف على مواطن القلق والتوتر، ومن المهم التعرف على الطرق النفسية السليمة للسيطرة على القلق، وطرق الاسترخاء الذهني وهذا من الممكن بمساعدة بعض الأطباء النفسانيين المتخصصين بهذا الفرع، وكذلك المشاركة في التمارين الرياضية وشغل وقت الفراغ في الهوايات المحببة للنفس.
– الاهتمام بنوعية الأطعمة: التي من الممكن أن تكون أحد العوامل المؤدية إلى اضطرابات الجهاز الهضمي وأهم هذه الأنواع هي :
أ-البقول: مثل الحمص، الفول، الفلافل،العدس، الماش وأنواع مختلفة من الخضراوات والتي ينتج عن هضمها كميات من الغازات المسببة للإضرابات الهضمية.
ب-الحليب: وكذلك من الممكن أن يشتكي المريض من سوء هضم الحليب المسبب في كثير من الأحيان إلى انبعاث كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية الهضم ويشتكي 40% من المرضى من صعوبة هضم سكر الحليب .
ج-العلكة: والتقليل من مضغ العلكة والتي تساعد على ابتلاع كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية المضغ.
د-المشروبات الغازية: بأنواعها المختلفة حيث أنها تحتوي على كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى انتفاخ في منطقة البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي. وينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بمضغ الطعام جيداً وعدم الإسراع في أكل الطعام، وتوفير الجو الهادئ البعيد عن الشجار، والابتعاد عن طرح المواضيع المتنازع عليها، وتجنب الضجيج أثناء وجبات الطعام. وكذلك الابتعاد عن كل ما يزيد من القلق والتوتر النفسي أثناء الوجبات. وتجنب الوجبات السريعة، والوجبات الدسمة والوجبات المحتوية على كميات كبيرة من البهارات والفلفل الحار.
كما ينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بتناول كميات من الألياف الطبيعية والمتوفرة في كثير من الفواكه، والخضراوات وتناول السلطات المتنوعة.
لا تنسوني من صالح دعائكم
وجزاك الله خير
قنادرقطيفة
يعطيكي العـــــــــافيه