تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أسباب إقبال الدارسين على تعلم العربية

أسباب إقبال الدارسين على تعلم العربية 2024.

  • بواسطة
أسباب إقبال الدارسين على تعلم العربية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

لم يعد مستساغا أن يقال: إن العربية لغة تواصل تقتصر على المساحة الجغرافية التي لا يستوطنها إلا العرب؛ ذلك لأن هذه اللغة التي يقترن تاريخها بظهور الجنس البشري على سطح الأرض نالت امتيازا بالغ التفرد بتوظيف جميع عناصرها على نحو لم تشهده طاقات الإبداع اللغوي الإنساني من قبل، حين أنزل الله بها كلماته على خاتم النبيين منذ أربعة عشر قرنًا ونصف من الزمان، وبعد أن اتسعت رقعة الدعوة الإسلامية في بلاد العجم سارع المعتنقون الجدد إلى تعلم اللسان العربي؛ فاستبدلوه بلغاتهم التي درجوا عليها، وانتظمت شؤون دنياهم على الحرف العربي، وظلت الرغبة في فهم الإسلام حافزا يدفع الأفراد والجماعات من بقاع شتى نحو دراسة لغة القرآن إلى يومنا هذا، وافتتحت المعاهد المتخصصة في مشارق الأرض ومغاربها، وازدادت معدلات الإقبال مع مطلع الألفية الثالثة بصورة ملحوظة، ويكاد المرء يجزم بأن لغة سامية لم تحظ بهذا القدر من العناية بالتحدث بها عبر العصور كاللغة العربية، وإذا علمنا أن ملايين من المسلمين لديهم شغف منقطع النظير بها فسوف نتوصل إلى أهم أسباب المد الهائل في عدد مستخدمي الإنجليزية الآن.

ولعلنا نطالع في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية تفوقا في المنتج الثقافي والعلمي للغة العربية جذب أنظار أبناء القارة الأوربية في الأندلس وما جاورها فتتلمذوا على علماء المسلمين وكان أهم أدواتهم في ذلك إتقان اللغة التي حوت هذه الإبداعات ليتمكنوا من ترجمتها إلى لغات أقوامهم. ولما تداعت الحملات الصليبية على بلادنا في نهاية القرن الثامن عشر صاحبها مولد حركة الاستشراق مدفوعة بهاجس التوجس من استفاقة الأمة الإسلامية، ومن ثم اضطلع المستشرقون – وكانوا تابعين للكنيسة – بعملية بتر عقول المسلمين عن تراثهم وصرف وجوههم عنه بوسائل عدة منها التزييف والطمس وتعمد الخطأ في النقل.

ومن الصواب أيضا أن نضيف إلى ما سبق سبباً آخر من أسباب إقبال الإفرنج على التكلم بالعربية وهو حرص أجهزة الاستخبارات الغربية على تكوين أقسام داخلية خاصة بتدريس لهجات العرب، وقد قابلت نفرا من مشاة البحرية الأمريكية في القاهرة يطلبون معلما يجيد اللهجة العراقية وذلك في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق.

لقد سعى الغرب إلى إفناء اللغة العربية وإلحاقها بقائمة اللغات المنقرضة ولما أيقنوا أن بقاءها مستمد من الكتاب المبين الذي نزل به الروح الأمين ازداد إصرارهم على محاربه هذه اللغة متمثلة في القرآن الكريم؛ فأنشأوا كليات في معظم العواصم الأوربية للعمل على تقديم صور مغلوطة عن تاريخ الإسلام موجهة إلى رعاياهم لكي يحولوا بينهم وبين المصادر الحقيقية للمعرفة، ويحضرني في هذا السياق ذكر طالب ألماني – درّست له شيئًا من الأدب العربي – أكد لي أنه قد درس في جامعة تيوبنجن الألمانية كل ما يتعلق بالإسلام وأنه قد سمع شرحاً لسنن أبي داود في محاضرات جامعية ألقاها بروفيسور يهودي!

ومن المفارقات المثيرة للدهشة أن رواد ما يسمى بحركة التنوير في الأدب العربي سجلوا أطروحاتهم لنيل درجة الدكتوراه في تلك الجامعات؛ فصاروا سفراء لها في أوطانهم بل ودعاة إلى مخططاتهم الرامية إلى هدم أسس الثقافة العربية، وقد نجحوا في ذلك.

وقام الأزهر بخدمة الطلاب المسلمين الراغبين في دراسة اللغة العربية بمصر، وقامت إلى جواره عدد من المراكز الخاصة واضطلعت بتحضير المقررات الدراسية المناسبة وتهيئة المعلمين المدربين، فصارت القاهرة مقصدًا يؤمه مريدو العربية وعلومها، ونافستها دمشق في هذا المضمار، وكان لليمن نصيب في ذلك، لكن القاهرة ودمشق تميزتا بالشكل الأكاديمي والمناهج المتخصصة.

♦ ♦ ♦ ♦

وفي أيامنا هذه أضيفت إلى قائمة المنتسبين إلى درس اللغة العربية فئات مستحدثة؛ كأعضاء الجاليات والسفارات الأجنبية الذين – غالباً – ما يرغبون في التحدث باللهجة الدارجة على لسان العامة، وأبناء العرب المهاجرين الذين نشأوا في بلاد الاغتراب، وأزواجهم، وما أزال أتذكر ذلك الطبيب الشاب ذا الأصول المصرية والجنسية الأمريكية الذي أتى إلى مصر متلهفا إلى إزالة العجمة عن لسانه وهو يؤكد لي أن دور الطباعة والنشر الأمريكية حققت مبيعات هائلة للكتب المعنية بالتعريف بالإسلام وأكد لي أن اللغة العربية باتت أقدر على التواجد بقوة في المجتمع الأمريكي ولا سيما بعد أحداث سبتمبر 2001.

المصدر: مجلة أعاريب – العدد الأول – يناير 2024 م / ربيع الأول 1445 هـ

نقل للفاائده

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

بارك الله فيكي ام انفال
تسلمين للطرح الرائع
ربي يوفقك
موضوع راائع ومفيد ام انفـال
جزاكِ الله كل خير عالموضوع القيم عن اللغة العربية
يعطيك العافية عزيزتي …خليجية

منورات حبيباتي
شكراجزيلا
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
شكرا نورتوا و الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.