بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيتي احذري فتنة اللباس
الحمد لله وحده وبعد:ـ
النعم التي أنعم الله علينا تزول بالمعاصي، لذلك قال تعالى: { لَئِنشَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(ابراهيم: 7)، الكفر المقصود هنا كفران النعم .
ونعم الله التي أنعم بها علينا لا تعد ولا تحصى.
لنحاسب أنفسنا على الذنوب التي نقع فيها, والذنوب التي تفشت في مجتمعنا كثيرة ولكن هناك ولله الحمد من يتصدى لهما وينصح بالحكمة والموعظة الحسنة.
قال تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}(الأعراف: 27).
ومما أفتتن به بعض النساء نسأل الله لهم الهداية فتنة اللباس، حذر الله سبحانه وتعالى من ذلك فقد كانت هذه أول عقوبة لآدم عليه السلام حين فتنه الشيطان وأكل من الشجرة، آدم وحواء حين أنتزع منهم اللباس لم يبقوا على هذه الحال بل بحثوا عن ما يستر عوراتهم كما قال تعالى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ}(الأعراف: 22)، أي أنهما أقبلا على أوراق الجنة ليستروا عوراتهم.
لم يكن في المجتمع ما نراه حاصل اليوم فقبل عشر سنوات لم تشاهد أعيننا من تدخل إلى مكان عام بلباس لا يستر إلا بعض جسدها.. ولكن حين قل إنكار المنكر رأينا ما تدمع له العين، وانتشر التعري في كل مكان حتى أن بعض الغيورات عليهم أخذت تفكر في حل مناسب وتثبت لهم أن اللباس المحتشم خير للفتاة وعز لها، فكانت تلك الفكرة التي طرحت ووجدت لها صدى في مدينة الرياض حيث أنهم نسقوا مع إحدى المواقع الترفيهية النسائية يوم مخصص لدخول المحتشمات، وكان عدد الحضور يفوق المتوقع ولله الحمد.
يدلنا هذا أن المجتمع يرفض هذه الظاهرة ومع ذلك نراها متفشية ويعود ذلك لعدة أسباب:
عدم توجيه الفتاة بالنصيحة المباشرة سرا أو غير المباشر
قلة الوازع الديني
انتشارها في الأسواق وعدم مناصحة التجار
عدم تعويد الفتاة من الصغر على اللباس المحتشم.
هذه بعض من الكل.
ومما يستنكر منه قلة الحياء النساء وشدة حياء الرجل، يقول أحد الرجال: أني أرفض الدخول على محارمي للسلام عليهم في العيد لما يظهر لي من تكشف الأجساد.
وصدق الشاعر للشيخ الدكتور/ أحمد الوائلي حين قال:
فتاة اليوم ضيعت الصــوابا وألقت عن مــــــــفاتنها الحجابا
فلن تخشى حـياءٌ من رقيب ولم تخــــــــشى من الله الحسابا
إذا سارت بدا ساق وردف ولو جلست ترى العجب العجابا
بربك هل سألت العقل يوماً أهذا طــــــــبع من رام الصوابا
أهذا طبع طـــــــــالبة لعلم إلى الإسلام تــــنـــتسب إنتساباً
ما كان الـــتقدم صبغ وجه وما كان الســــــــــفور إليه باباً
أختاه تأملي حياء الصحابة كيف كان:
ابن عباس كان يغتسل وهو يرتدي ثوباً خفيفاً حياء من الله أن يتجرد.
وكان أبو بكر الصديق يقول: ( والله إني لأضع ثوبي على وجهي في الخلاء حياء من الله).
وكان عثمان بن عفان لا يقيم صلبه عند الاغتسال حياء من الله.
لم يكونوا رضي الله عنهم في أماكن عامه بل مكان مخصص لكشف العورة مع ذلك يستحيون أن تظهر عوراتهم حياء من الله المطلع عليهم على كل حال.
قال الرسول : (إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله فاستحيوا منهم وأكرموهم )
أمر الرسول أن يستحيوا من الملائكة وذلك بعدم التعري، فكيف من لم تستحي من الناس. الإيمان يدعو إلى الحياء فقد جاء في الصحيحين قول النبي ): الإيمان بضع وسبعون شعبه فأفضلها لا إله إلا اللّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان).
فكلما تعرى الجسد قل الإيمان وعلى قدر حبك لعلام الغيوب أسترت الأجساد.
تقول مصممة الأزياء العالمية/ سارة البكر من واقع خبرتها في تصميم ملابس النساء:
(حضرت مناسبات الأميرات رأيتهن يلبسن الطويل و الأكمام الطويلة.. رأيت بأن الطبقات الراقية والأميرات والأغنياء الصبغة العامة في ملابسهن هي الأكمام الطويلة والفساتين الطويلة البسيطة الخالية من التكلف حتى أميرات الغرب يغلب على لباسهن الاحتشام والأناقة معاًً.. وأن اللباس العاري يغلب انتشاره في الطبقات الأقل والبسيطة).
لا تكوني أختاه من الطبقة البسيطة في الدنيا والآخرة فقد قال الرسول :
(صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
نسأل الله العزيز القدير ذا العرش المجيد أن يعصمنا من قبائحنا وأن يستر عوراتنا ويغفر زلاتنا ويقينا شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه.
اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أسال اللهم استر علينا بالدنيا والاخره
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
م/ن
دمتي بحفظ الحافظ