لما كان الزوجان قد تربى كل واحد منهما في بيئة تختلف عن الأخرى، وتطبع كل منهما بأطباع تلك البيئة وتقاليدها وأخلاقها، كان من الطبيعي أن يكون لكل منهما طريقة تختلف عن الآخر في التعامل، ومنهج ينفرد به في بعض التصرفات، وإذا نظرنا إلى هذا السلوك الذي تميز به أحد الزوجين عن الآخر نظرة منطقية فإنه لايخلو من تلك الحالات:
الأولى: سلوك يرضى به الطرف الآخر، أو يستحسنه، وقد يستفيد منه، ويتطبع به، كالحلم والأناة والمشورة ونحو ذلك.
الثانية: سلوك لايقف منه الطرف الآخر موقف الرافض أو الراضي، وذلك لأنه لامسيس له باتفاقهما أو اختلافهما، ولا أثر له على حقوق أحد منهما بالآخر، فهذا لايؤثر على حياتهما، ولايكون مثار جدل بينهما، كطريقة الجلوس والأكل والشرب، والرغبة في بعض المأكولات والرغبة عن بعضها الآخر، ونحو ذلك.
الثالثة: سلوك قد يتضايق منه الطرف الآخر، ولكن من السهولة تغييره من أجل الوفاق والوئام، كاختيار وقت الوجبات والنوم والزيارات والقراءة، فهذا يجب السعي في تغييره بكل الوسائل، لأنه يضاعف السعادة ويزيد في الأنس.
الرابعة: سلوك يتضايق منه الطرف الآخر، ويجب تغييره، ولو كان تغييره صعباً، كعدم طاعة الزوجة لزوجها في الحلال، أو كعدم إعطاء الزوج زوجته حقوقها الواجبة لها شرعاً، أو بذاءة اللسان، أو إخلاف الوعد، أو عدم الغيرة، ونحو ذلك، ووجوب تغيير هذا السلوك إنما هو صادر من الشرع، حيث قال الله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف}، وقال تعالى: {فإمساك بمعروف}.
الخامسة: سلوك يتضايق منه الطرف الآخر، ويصعب تغييره، ولكن لايتعلق به محذور شرعي، ويمكن أن يصبر عليه الطرف المتضايق ويحتسب الأجر فيه، وهو الذي غالباً ما تنشأ عنه الخلافات الزوجية، التي قد يكون مصيرها أحياناً إلى الطلاق، كسرعة الغضب، أو الفتور العاطفي والعملي، أو إظهار معنى التسلط والقوة، فهذا هو السلوك الذي يجب أن يكون بين الزوجين بسببه شعرة معاوية، بحيث إذا بلغت نتائج هذا التصرف إلى الشدة من قبل أحدهما كان على الآخر أن يرخي حتى لاتنقطع بينهما هذه الشعرة، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال: «لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر»، رواه مسلم.
لقد استطاع معاوية بن أبي سفيان أن يقود سفينة الأمة إلى بر الأمان بشعرته التي قال فيها: بيني وبين الناس شعرة لاتنقطع؛ إذا شدوا أرخيت، وإذا أرخوا شددت.
فهل تستطيع أيها الزوج الحبيب أن تقود أسرتك بنجاح بمثل هذه الشعرة!! فإنه ليس المهم فحسب أن نبدأ بالمحبة، ولكن أن نستمر عليها…
طرح جميـــــــــل وقيم .. ويحمل
مايهم كل زوجين بين طيات سطوره .
مشكورة حبيبتي lalahobi
.