بقلم: إسماعيل الكافي أبو ظبي :
القصة الموجهة للطفل ليست هدفاً في حد ذاتها، بل هي وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف التربوية التي تساعد بدورها على تحقيق الشخصية المتكاملة للأطفال من جميع الجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية والجسمانية.ومن هنا، فإن جانباً هاماً في تحقيق تلك الأهداف يكمن في الإعداد الجيد لتدريس القصة، وهذا الإعداد يتطلب ما يلي: تحديد القصة المناسبة للتلاميذ، وإعداد المعلم لها إعداداً جيداً، وتصميم الوسيلة التعليمية التي تستخدم في عرض القصة على الأطفال، ثم أخيراً طريقة التدريس ذاتها.
ولنبدأ باستعراض بعض الجوانب الهامة في متطلبات الإعداد الجيد لتدريس القصة:تحديد القصة المناسبة للتلاميذ:وذلك يتوقف على المرحلة العُمرية التي يمر بها التلاميذ، فمثلاً: الأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات، أي مرحلة الحضانة تناسبهم قصص الحيوان أو الطير أو الطبيعة، لأنهم في المرحلة الواقعية المحسوسة، بخلاف التلاميذ في سن الحادية عشرة مثلاً، حيث يكون على أعتاب مرحلة المراهقة، فيميلون إلى قصص البطولة والمغامرات وقصص الأبطال، حيث يتخيلون أنفسهم أبطالاً، ويتخذون من تلك الشخصيات قدوة ومثلاً لهم.وهكذا، على المدرس أن ينتقي القصة المناسبة للعمر المناسب، وكذلك القصص المناسبة من حيث الأهداف التربوية التي يريد المدرس تحقيقها من خلال تلك القصة.إعداد المدرس للقصة إعداداً جيداً:ويكون ذلك من خلال قراءة القصة قراءة جيدة، وتحليلها لاستخراج الأساليب اللغوية والمفردات التي يركز عليها المدرس ويعلمها للتلاميذ، كذلك القيم المتضمنة في القصص والعادات والسلوكيات التي يريد من التلاميذ أن يتصفوا بها، مثل العادات الصحية السليمة، والسلوكيات الاجتماعية المرغوبة، كما يشمل ذلك أيضاً اختيار بعض التلاميذ لتمثيل شخصيات القصة والقيام بأدوارها
إعداد الوسيلة التعليمية المناسبة:أصبحت الوسائل التعليمية ضرورية وهامة للغاية، بل وأضحت من أهم عوامل النجاح في تدريس القصة وفهمها. ولقد أتاح التقدم العلمي الذي نعيشه الآن فرصاً متعددة واختيارات وبدائل كثيرة، فمن السهل على المدرس الآن الحصول على نماذج لجميع الحيوانات بأقل ثمن من أحد المحلات، أو تكليف التلاميذ بعمل تلك النماذج، كما أن هناك نماذج للسيارات ومختلف الأشياء التي يحتاج إليها المدرس، ويمكن للمدرسة توفيرها بسهولة.والوسائل التعليمية عديدة وبسيطة وغير مكلفة، ومن نماذجها:أ- البطاقات الورقية التي يُكتب على أحد وجهيها الكلمات الجديدة، وعلى الوجه الآخر معاني تلك الكلمات.ب- نماذج ومجسمات للحيوانات والطيور والنباتات، وأدوات المأكل والمشرب البلاستيكية، ويمكن شراؤها جاهزة من محلات لعب الأطفال أو المكتبات، ويمكن صنعها بواسطة الأطفال أنفسهم.جـ- صور ورسومات على لوحات من الورق المقوى.د- صور ورسومات لأشخاص القصة والبيئة المكانية على شفافيات عرض على اللوحة الضوئية (أوفرهيد بروجيكتور) عند حكاية كل حدث من أحداث القصة.هـ- نماذج من الفاكهة والخضراوات الطبيعية أو البلاستيكية.و- التليفزيون المرئي، وهو عبارة عن شكل تليفزيون، يُصنع من الورق، وشاشته فارغة، يُثبت فيه من أعلى ومن أسفل قضيبان من الخشب متوازيان، وتقسم القصة إلى عدة مشاهد على شريط من الورق بالصور، وأمام كل صورة المحتوى اللغوي المعبر عنها، ثم يثبت أول الشريط في القضيب العلوي، وبقية القصة على القضيب السفلي، بحيث يظهر المشهد الأول على الشاشة، ويقرأ المعلم هذا المشهد، وعندما ينتهي منه يلف القضيب فيختفي المشهد الأول ويظهر المشهد الثاني، وهكذا حتى تنتهي القصة.ز- شرائط الفيديو التي تحتوي على أفلام للأطفال، وهي عبارة عن قصص ثم تمثيلها بواسطة الرسوم المتحركة أو بواسطة الأطفال أنفسهم، أو بواسطة الكبار.حـ- شرائح شفافة تعرض على جهاز عرض الشرائح الشفافة (الشفافيات) فتصور لقطات القصة كل واحدة على شريحة، ثم ترتب حسب الظهور على جهاز العرض، ثم يبدأ المعلم في سرد الحدث الأول مظهراً صورته على الشاشة، وهكذا بالترتيب.ط- السبورة القلابة: وهي عبارة عن مجموعة من الأوراق مثبتة بسلك لولبي، بحيث تظهر الجهة المواجهة للتلاميذ صورة الحدث، والجهة المواجهة للمعلم تظهر محتوى الحدث، ويسرد المعلم الأحداث بعد ظهورها أمام التلاميذ.ي- استخدام الدُمى: ويلزم التدريب على استخدام الدُمى للمدرسين والمعلمين، وكذا تحريكها واختيار الدُمى المناسبة للقصة، وخصوصاً في رياض الأطفال.ك- العرائس القفازية: وهي عرائس لها رأس وأذرع مجوفة، وجسم طويل يشبه كم الثوب، ويستطيع المدرس تحريكها بإدخال يده في جسمها ويتحكم في رأسها وأذرعها بواسطة أصابعه، وهي من أحب أنواع العرائس للأطفال، وذلك لسهولة تحريكها، ولأن الطفل يعيش معها الحركة والرقص والكلام معاً.
يتبع..
جـ- مناقشة القصة وتحليلها: وهي مناقشة هامة مع الأطفال لأنها تثبت تفاعلهم مع أحداثها، ويتضمن ذلك ما يلي:- مناقشة أحداث القصة وشخصياتها وزمانها ومكانها والعقدة والحل وكل ما يتصل بالأحداث.- مناقشة الأساليب الجميلة التي وردت بالقصة، وكذلك المفردات الجديدة ومعانيها ووضعها في جمل مختلفة.- مناقشة الجمل والسلوكيات التي تتضمنها القصة، وبث القيم المرغوب فيها في نفوس التلاميذ عن طريق الإشادة بها.- مناقشة القيم الضارة والسلوكيات غير المرغوب فيها، وحث الأطفال على الابتعاد عنها.- بناء الاتجاهات المراد تكوينها عند الأطفال مثل حب الوطن وحب الجمال والدفاع عن النفس والمجتمع، وحب القراءة وحب الاطلاع والتعاون… إلخ من الاتجاهات.- الحقائق العلمية والمعلومات العامة المتضمنة في القصة التي توسع مدارك الأطفال، وتمدهم بالثقافة العامة حول البيئة المحيطة بهم، وحول العالم أجمع.- السلوكيات والعادات الصحية السليمة التي تتضمنها القصة، وترغيب الأطفال في التمسك بها.د- ربط القصة بحياة التلاميذ: وذلك بربط أحداث القصة وما بها من سلوكيات وعادات وقيم بحياة التلاميذ، مثل التغلب على القوة العضلية، والوقوف بجانب الضعيف ومساعدته، وإطاعة الوالدين، وضرب الأمثلة من حياتهم الواقعية، والاستدلال من القرآن والسنة النبوية ببعض الآيات والأحاديث الشريفة التي تتمشى مع أحداث القصة، وكذلك الأمثال والحكم، وتعلم أساليب جديدة في الكتابة بالاستفادة من الأساليب التي وردت في القصة وأخذ الحيطة والحذر في تصرفاتنا.التقويم:ويكون ذلك بإلقاء الأسئلة على التلاميذ للتأكد من تحقيق الأهداف التربوية للقصة مثل تكليفهم بتلخيص القصة شفوياً وكتابة ملخص لها، وكتابة بعض المفردات ومعانيها، وسؤالهم حول القيم المتضمنة بالقصة والمعلومات العامة التي استفادوها.
وبعد…كانت تلك أهم طرائق تدريس قصص الأطفال للأطفال أنفسهم عن طريق المدرس أو المعلمة، وفي مختلف مراحل التعليم من روضة وتعليم ابتدائي، وهي تشمل أهم الخطوات وأحدث الطرائق التربوية في حكاية القصص، لكي يستفيد الطالب أو التلميذ من اليوم المدرسي أعظم استفادة، بل ويتفاعل مع هذه القصص فيزداد حباً للتدريس وللقصة وللمدرسة وللمعلم ذاته.فأدب الأطفال يسهم إلى حد كبير في نجاح العملية التعليمية، لأنه يسهم في الرقي النفسي للطفل وفي تهيئة الأجواء المناسبة لسير العملية التعليمية على أروع نظام، ويتيح الفرصة للتلميذ لمعرفة أستاذه عن قرب ومناقشته، بل ويتيح الفرصة لتربية الإبداعات المختلفة في الأجيال الناشئة عن طريق إتاحة الحوار الحر بين المدرس والتلاميذ، وعن طريق إطلاق خيال التلاميذ في تصور نهاية القصص، وغير ذلك من الأمور التي تجعل أدب الأطفال وسيلة تعليمية وتدريسية وتربوية فعالة.المراجع:1- آن بيللوسكي، حول معايير لكتب الأطفال في البلاد النامية، ترجمة بشير النحاس، دمشق، وزارة الثقافة، 1986م.2- حسن شحاته، أدب الأطفال العربي: دراسات وبحوث، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 1991م، ط1.3- رشدي أحمد طعيمة، أدب الأطفال في المرحلة الابتدائية: النظرية والتطبيق، القاهرة، دار الفكر العربي، 1988م، ط1.4- محمد عبدالرؤوف الشيخ، أدب الأطفال وبناء الشخصية، دبي، دار القلم للنشر والتوزيع 1994م، ط1.
عبــق نرجســي يسطر بعذوبه ،،
وجمال يعانق السمـآء گـجمال الانتقاء
على الطرح الراقے …
يــآ قصــر ابــدـآع وتميز وتـآلق
مروري هنــآ جعلني أصل لقمة الاستمتاع
شوقتنا لنتطلع على مزيد مما تقدميـہ
يعطيگ العافيه ولاعدمنا جديدگ ..
.
☺
☺
جزاك الله الخير كله و في انتظار المزيد من مواضيعك الرائعه